يو سف الثامن والثالثني بعد املئة. ويف قلب العيد هذه ال سنة عيد ذلك

Transcript

1 كلمة البروفس ور س ليم دكا ش اليس وعي رءيسس الجامعة جامعة القد يس يوس ف ومي وي اتها ال شلاش لمناس بة عيد القد يسس يوس ف ال شلاثاء ١٩ ا ذار ٢٠١٣

2

3 اأUصحاب الùس عادة الùس ادة رhؤSساء اجلامعات يف لبنان ال سي دات وال س ادة نقباء املهن احلر ة ال سي دات وال س ادة اأع ضاء جمل س أامناء اجلامعة ال سي دات وال س ادة نو اب الر ئي س والعمداء واملدراء واملديرات ال سي دات وال س ادة املعل مني ال سي دات وال س ادة ممث لي موظ في اجلامعة ال سي دات وال س ادة مندوبي الطال ب ال سي دات وال س ادة روؤ ساء ات اد وجمعي ات اخلر يجني اأي ها الأ صدقاء 3

4 (المقد مة) 1. اإن ه ملن واجب القلب اأن يرح ب بكم جميع ا ملنا سبة عيد جامعة القد ي س يو سف الثامن والثالثني بعد املئة. ويف قلب العيد هذه ال سنة عيد ذلك اأن نا نحتفل مبئوي ة ثالث كل ي ات مقدامة وهي الكلي ات الأ و ل التي عرفت»باملدني ة«يف جامعة القد ي س يو سف على حد تعبري املاأ سوف عليه الرئي س الأب جان دوكرويه )1( : كلي ة الطب باأعوامها الثالثني بعد املئة وكلي تا احلقوق والهند سة اللتان تتم ان مئوي تهما الأوىل. ويق ضي واقع احلال اأن نتذك ر موؤ س سي الكل ي ات الثالث هذه كما نتذك ر اأي ض ا امل سوؤولني الذين تعاقبوا فيها على مدى الأعوام من اأجل اأن يبلغوا بها الأهداف املرجو ة بالرغم من ال صعوبات التي عرفها القرن املا ضي كما عرفتها بدايات الألفي ة الثالثة. و صحيح اأن الوجوه تتبد ل واأن الأ شخا ص يتبد لون كيف ل وها هو رئي س جديد يقف أامامكم خلف ا ل سابق يف ما ي شبه سل سلة موؤل فة من خم سة وع رشين رئي س ا منذ العام سنة ١٨٧٥ تاأ سي س اجلامعة. اإل اأن الروح والقلب والإرادة يف امل ضي قدم ا بق ضي ة جامعتنا تبقى هي هي وتنتقل من جيل اإىل جيل. وبهذا املعنى اإن ه ملن واجبي اأن اأتوج ه اإىل سلفي الربوف سور رينيه شامو سي الي سوعي الرئي س الفخري كي اأنقل اإليه عرفاننا لأن ه سل م م شعل اجلامعة يف اأجواء ممي زة كما من واجبي اأن اأعرب عن عميق تقديري للربوف سور سليم عبو الي سوعي الرئي س الفخري الذي اأعطى اجلامعة زخم ا ما زلنا ن شعر بارتداداته حت ى اأي امنا. (معنى الاحتفال بالمي و ية: العودة ا لى الماضضي بغية فهم الهاضر بش كل ا فضضل) 01 جان دوكريه الي سوعي الدوافع ال ولى في تا سسيس جامعة القد يس يوسسف في بيروت الفدرالي ة الدولي ة للجامعات الكاثوليك ية أاعمال الندوة حول اجلامعة والكني سة والثقافة : اجلامعات الكاثوليكي ة يف العامل ) ( املعهد الكاثوليكي يف باري س )25-23 ني سان 2001( ( ) راجع ال صفحات

5 ٢. اأي ها الأ صدقاء اإن املو ضوع الذي فر ض نف سه ب شكل شبه طبيعي هذه ال سنة هو الحتفال باملئوي ات الثالث. ومن اأجل اأن نعطي املئوي ات الثالث التي نحتفل بها معناها فاإن ه ملن املفيد اأن نعر ج قليال على املا ضي الذي ل ميكن ح رصه ب سهولة. فنحن نعلم اأن الي سوعي ني وبناء على طلب بطريرك نين اأحدهما على طائفة الروم امللكي ني والآخر على الطائفة املاروني ة آانذاك قد عادوا اإىل جبل لبنان العام ١٨٣١ بهدف اأن يطلقوا الإعداد العايل لرجال الد ين املحلي ني. وكانت م شاريع متعد دة لتاأ سي س إاكلرييكي ة جتمع جممل الكنائ س الكاثوليكي ة يف املنطقة اإل اأن واحد ا منها مل ي صل اإىل هدفه حت ى العام ١٨٧٥. ويذكر من بني هذه امل شاريع املدر سة املركزي ة لآ سيا يف العام ١٨٣٨ الذي تول ه الأب مك سيم س ريلو وذلك نظر ا اإىل الأ سباب التي دفعت اإىل قيامه وت لخ ص بهذه الكلمات العائدة اإىل جان دوكرويه:»اإن الو سيلة التي ا ستعملها الكر سي الر سويل من اأجل اإقامة الإميان الكاثوليكي ومن اأجل تقويته اأو اإقامته من جديد كانت دائم ا تربية ال شبيبة ل سي ما الإكلرييكي ة منها واليوم تدخل الإمرباطوري ة العثماني ة ع رص احلداثة والتحرير فهذه املنطقة هي بت رص ف من يعرف اأن يكون سي د الرتبية فيها لقد فهم الربوت ستانت هذه احلال وان رصفوا اإىل العمل بوحيها«)2(. ففي هذا ال سياق صار لي سوعي ي الإر سالي ة الثانية يف لبنان روؤية تقول باأن يوؤ س سوا بناء على نداء ال سلطات يف روما من جهة كلي ات»كن سي ة«من أاجل قطع الطريق على تقد م الربوت ستانت الذين حل وا يف بريوت بوا سطة اجلامعة ال سوري ة الإجنيلي ة التي اأ س ست منذ ١٨٦٦ درو س ا»متنو عة«ثم اأ س ست العام ١٨٦٧ كلي ة طب تو لت العام ١٩٢٠ إاىل اجلامعة الأمريكي ة يف بريوت واأن يوؤ س سوا من جهة اأ خرى كلي ات»مدني ة«فكانت الأوىل منها كلي ة الطب التي ملعت فكرة تاأ سي سها العام ١٨٧٢ وتلتها كلي تان اأخريان: 2. دوكريه الدوافع ص

6 احلقوق والهند سة. اأم ا يف ما خ ص القطب الكن سي فقد تاأل ف بالإ ضافة اإىل الإكلرييكي ة ال رشقي ة لإعداد الكهنة من خمتلف الكنائ س الكاثوليكي ة من كلي تني اثن ت نين : الأوىل هي كلي ة الالهوت والثانية كلي ة الفل سفة. ول تغيب عن بالنا الكلي ة ال رشقي ة واملكتبة ال رشقي ة التابعة لها حيث كانت ت در س اللغات التي يحتاج اإليها فهم الكتاب املقد س وال رشق. وهكذا من خالل هذه الكلي ات ولدت»روحي ة جامعة القد ي س يو سف«وتطو رت وهي تقوم على خدمة اجلميع وعلى ت سني الو ضع الإن ساين والنفتاح كما تقوم هذه الروحي ة على ال رصامة والمتياز. ومبا اأن بنيان احل ضارة يعلو عن طريق ثالث وظائف اجتماعي ة وهي: العالج ويقوم به الطبيب والدفاع ويوؤد يه رجل القانون والبناء ويحققه املهند س فاإن اإن شاء الكل ي ات املدني ة الثالث جاء جواب ا عن حاجات اجتماعي ة اأ سا سي ة. الكلي ات املدني ة الثالث ت شك ل بالإ ضافة اإىل الكن سي ة الرتاث اجليني جلامعة القد ي س يو سف. وت شهد هذه الكلي ات على انطالقة واعدة وعلى ولدة اجلامعة واأهل الحرتاف يف املجتمع اللبناين كما ت شهد على دخول لبنان التاريخ املعا رص. هذه هي روحي ة»جامعة القد ي س يو سف«. (المهتفي بالعيد وواجباته الشلاثة) ٣. اأن نحتفي اليوم بهذه املوؤ س سات فهذا يعني يف نظرنا ثالثة واجبات من غري اأن يغيب عن بالنا املغزى الذي ن ستخل صه األ وهي واجب العرفان بالجميل وواجب ا عادة قراءة ما ضينا لي س متحف ا بل مبثابة جتربة حياة والتزام ويف نهاية املطاف واجب ال مانة والاسستمراري ة في الرسسالة والابتكار الذي يسستمد المسستقبل منه ر ءوياه. 6

7 (واجب العرفان بالجميل) ٤. وها نحن اليوم ن سد د دين ا علينا فنعرتف بواجب العرفان بجميل هوؤلء الذين ما بني 1875 و 1914 اأ س سوا اجلامعة. وتربز لئحة اأ سماء ل نعرفها اأون نكاد نعرفها من روؤ ساء الي سوعي ني وروؤ ساء اجلامعة اأمثال كزافيه غوتريل الذي اأدرك الأهمي ة املركزي ة التي تت خذها مدينة بريوت وذلك يف العام 1870 فطلب بنقل املعهد والإكلرييكي ة من غزير اإىل بريوت واأمربواز مونو الذي على جهله اللغة الإنكليزي ة جنح لدى كاثوليك الوليات املت حدة الأمريكي ة يف جمع ماليني وافرة من الدولرات ما بني 1871 و 1875 وذلك من اأجل رشاء قطعة الأر ض يف بريوت وت شييد الأبنية التي اأ صبحت لحق ا جامعة القد ي س يو سف واملعهد الثانوي التابع لها. ثم ياأتي رميي نورمان الي سوعي الفرن سي الذي مل يد خر جهد ا فيوؤد ي به الأمر العام 1881 اإىل تقيق فكرته يف اإن شاء مدر سة الطب التي بداأ التدري س فيها فعلي ا العام 1883 وتو لت املدر سة اإىل كلي ة العام ويروي جان دوكرويه ق ص ة تاأ سي س كلي ة الطب بالكلمات التالية )واأنا اأقتب س منه(:»اإن اأمنية الي سوعي ني يف تاأ سي س كل ي ة الطب ببريوت تعود اأقل ه اإىل العام 1872 ولكن الف ضل يف حتقيق الأمنية يعود اإىل رميي نورمان الذي ع ني رئي سا للجامعة يف العام ومن اأجل ذلك كتب يف Gآب تقريره ال شهري الذي رفعه اإىل احلكومة الفرن سي ة وتطر ق فيه اإىل احلاجة يف بريوت اإىل ت أا سي س مدر سة الطب )...(«)3(. ودعم طلب نورمان كل من قن صل فرن سا يف بريوت وامللحق الع سكري الفرن سي يف الق سطنطيني ة الذي حد ث ليون غامبيتا بالأمر فكان اأن تلق ى يف 2 حزيران 1881 من وزير اخلارجي ة الفرن سي سان هيالر رد ا اإيجابي ا يقول مبنح الآباء الي سوعي ني يف بريوت مبلغ ا ضخم ا م ساهمة من فرن سا يف اإن شاء املدر سة الع ليا للطب اإىل جنب 3. جان دوكريه قرن من التعاون الفرنسسي اللبناني في خدمة مهن الطب من شورات جامعة القد ي س يو سف 1992 ص. 3. 7

8 8 املدر سة الثانوي ة التابعة جلامعة القد ي س يو سف وهي املدر سة التي تو لت يف ما بعد اإىل مدر سة سي دة اجلمهور يف العام وكيف لنا األ نقد م التحي ة أامانة من ا لهم وعرفان ا بجميلهم اإىل هذه الالئحة الطويلة من الي سوعي ني العمداء: مر سيل اأوتوفاج ولو سيان كاتان ال سوي رسي الذي اأ س س م ست شفى اأوتيل ديو دو فران س وكلوديو س شانتور القوي البنية والوا سع املعرفة كذلك احلال يف ما خ ص ال سادة الأ ساتذة اأمثال الآباء بول سولرن ليون فن سان هيبوليت مر سيلي ه مي شال غوتيه موري س كولوجنيت ال شهري جان كور سيه جوزيف لوازليه يليهم من قد ر لنا اأن نعرفهم اأمثال الآباء فرن سوا دوبريه-لتور بيار هرمتان كلود جما س ون جان دو غريميه األبان دو جرفانيون هرني كرتر وبيار ماديه. اإن ه لفر ض علينا كذلك اأن نقد م التحي ة اإىل ذكرى الأ ساتذة العلماني ني الذين أافرحوا الكلي ة بح ضورهم والذين احتل وا منا صب روؤ ساء الأق سام اأمثال ال س ادة الأطب اء اإيليزيه سيني س هرني نيغر هيبوليت دو بران موري س ها ش مر سيل اأودينو اأوجني كاربوني ه اأورا ست لنغاد سامي كوري وغريهم من الذين بنوا مهن الطب واحلقوق والهند سة يف لبنان وال رشق الأدنى. واإذا كانت كلي ة الطب وبرناجمها التعليمي يف ال صيدلة قد تاأ س سا على أايدي رو اد أاعطوا ال رشاكة بني فرن سا ولبنان معناها هذه ال رشاكة التي تظى بكل تقديرنا فاإن رو اد ا اآخرين يف احلقوق والهند سة ا شتغلوا على النمط نف سه يف العام 1913 يف زمن كانت العالقات بني العثماني ني والغربي ني تتدهور من سي ئ اإىل اأ سواأ وكانت فيه كذلك فكرة لبنان امل ستقل واملعا رص تبداأ ب شق طريقها. هنا اأي ض ا حلم الي سوعي ون بتاأ سي س املدر ست نين اللت نين تو لتا بعد زمن اإىل كلي ت نين وذلك اأن ما تق ق من روؤيا م ستقبلي ة من ساأنه اأن يقود اإىل ر ؤويا اأ خرى من اأجل اأن يذهبوا اإىل الأبعد يف ر سالتهم الرتبوي ة وقت كانت احلاجات ما س ة يف جمال التعليم ببريوت عند نهاية القرن التا سع ع رش وبداية الع رشين. اإل اأن يف هذا امل سعى الهادف اإىل تاأ سي س مزدوج ظهرت الكثري من ال صعوبات التي حالت دون تقيقه.

9 فاحلكومة الفرن سي ة كانت ترغب يف تاأ سي س مدر سة فرن سي ة للحقوق ومدر سة للمهند سني وكان اختيارها قد وقع على بريوت وكان من ساأن الإراد تني اأن تلتقيا يف تاأ سي س م شرتك كما كانت احلال يف مدر سة الطب التي تدعمها فرن سا والتي تعمل ضمن الحرتام املتبادل بني املرجعي ت نين. اإل اأن ال رشوط التي و ضعتها جمعي ة ليون من اأجل تطوير التعليم العايل التقني يف اخلارج ومن نواتها معار ضو الإكلريو س ت ضاف اإليها وزارة التعليم العام الفرن سي التي وق عت رهينة ت صويت نيابي هم ه اإحلاق التعليم بالدولة الفرن سي ة مل يقبل بها الي سوعي ون. وتف صيل ال رشوط اأن اأ سماء الأ ساتذة الي سوعي ني لن يكون من امل سموح أان تظهر على الأوراق كذلك فاإن املدير كانت ستعي نه الوزارة وكان للرئي س الي سوعي اأن يهتم بالأمور الإداري ة فيما كانت امل صاريف ستخ ضع للتفتي ش اخلارجي. رف ضت ال سلطات الي سوعي ة الر سمي ة ب صوت الأب كاتان تلك ال رشوط م شد دة على احلاجة اإىل احلد الأدنى من احلري ة. وتاأج ل توقيع الت فاقي ة. ومل يتزحزح الي سوعي ون حت ى ع شي ة اإطالق الدرو س وكان لتدخ ل بول هوفلني وهو علماين ميث ل جمعي ة ليون اأن يطمئن الي سوعي ني واأن يجد احلل املالئم فاأعاد لرئي س املدر سة الدور الذي سلبوه اإي اه ووعد باأن تظهر اأ سماء املعل مني الي سوعي ني وباأن ت قد م تر شيحات املعل مني العلماني ني اإىل رئي س املدر سة. وي عت رب بول هوفلني موؤ س س مدر سة احلقوق العلماين وتناوب مدراء املدر سة العلماني ون منذ 1913 اإىل واأ لقيت يف 14 ت رشين الثاين حما رضة الفتتاح بح ضور 31 طالب ا جاوؤوا من بريوت وجبل لبنان ومن املناطق ال سوري ة. ول ي شري هذا التاريخ يف تواريخ اجلامعة وكلي ة احلقوق اإىل جمر د تاريخ أاو رقم بني عد ة تواريخ بل يج س د روح التعاون والقدرة على التفاهم بني اأمزجة متباينة وبني اقتناعات شبه متعار ضة تدفعها من جهة رغبة الي سوعي ني يف موا صلة تاأ سي س جامعتهم وكلي اتها املدني ة ومن جهة اأخرى رغبة الفرن سي ني يف اأن يكونوا حا رضين عرب رهبنة م شهود لها بالر صانة والعزم. يف ما خ ص كلي ة الهند سة التي 9

10 10 تاأ س ست العام 1913 فواجب العرفان بجميل املوؤ س سني يتبع امل سار عينه طاملا اأن روح التعاون والتفاهم سادت عند تاأ سي س الكل ي ة بني الي سوعي ني من جهة والعلماني ني الليوني ني من جهة اأ خرى. ويعود الف ضل يف ذلك اإىل بول هوفلني وكالوديو س شانتور وقد اأفادا من الأخطاء التي ارت كبت عند تاأ سي س مدر سة احلقوق فاأوجدا اأر ض ا م شرتكة ت صلح م ستقبال لبناء املدر سة الفرن سي ة للمهند سني فهما مبثابة»عمالقة ال صناعة«بحيث ل ميكن اأي موؤ س سة جتاري ة كما ل ميكن اأي تطو ر اأن يتجاهلهم. ومن اأجل اأن تعرف اجلامعة كما الكلي ات املئوي ة الثالث ملن عليها اأن تعرب عن عرفانها بجميلهم فاأنا اأقول اإن ه إاذا كانت الأمانة يجب اأن تكون لالأفكار والق ي م واإذا كان يجب التعل ق بال رصوح املبني ة من احلجر والتي لها قيمتها والتي ي سكنها التاريخ ويتابع تطو ره فيها فاإن ه ملن احلاجة مبكان إاىل اأن تظهر هذه الأمانة حيال الأ شخا ص الذين صنعوا وي صنعون اليوم اجلامعة هوؤلء الأ شخا ص املقتنعون باأن ما قاموا به اإن ا قاموا به من اأجل اخلري العميم ومن اأجل تقيق الق ي م ال سامية. فكيف ل نوج ه التحي ة عند هذا احلد اإىل عمل اجلمعي ة الليوني ة واإىل جامعة ليون اللتني كانتا امل شاركت نين يف تاأ سي س كل ي ة احلقوق وكل ي ة الهند سة اإىل جانب الآباء الي سوعي ني الذين ساهموا م ساهمة فع الة يف اإر ساء البنى اجلامعي ة يف كل ي تيهما وكيف ل نذكر عمل العلماني ني من اأمثال جول روفييه الذي اأي د تاأ سي س كل ي ة الطب ونحن سنكون أامناء حيالهم عندما ن شاطرهم طموحهم ونعي ش ما عا شوه ونطب ق الق ي م التي قالوا بها فال يقدر عليها الن سيان. ولهذا ندعم روح النت ساب اإىل موؤ س ستنا اجلامعي ة الكربى. اإن هوؤلء املعل مني أا س سوا ما رغبوا يف تاأ سي سه واأحب وا ما اأ س سوه: اإن هم املوؤ س سون وياأتي بعدهم اأولئك الذين اأعادوا التاأ سي س وقد صنعوا جميع ا املوؤ س سة التي تميها الأنظمة والقوانني وال رشعة رشعة 1975 هذه املوؤ س سة التي يعرتف بها الت رشيع اللبناين )26 كانون الأو ل 1961( كما تميها مقر رات جمل س الوزراء التي تعرتف ب شهاداتنا كاف ة. اإل اأن ما يجب اأن نكر ره هو اأن هم منذ البداية صنعوا

11 موؤ س سة يحميها رجال ون ساء اأعطوا كل ما عندهم كي يت سن ى جلامعة القد ي س يو سف اأن تخدم اخلري العام و أان تعمل يف حقل تربية ال شعوب. (واجب ا عادة قراءة تاريخنا). 5. واإذا كان واجب الأمانة هو حاجة لدى جامعتنا اليوم من اأجل حيوي تها فماذا نقول عن واجب آاخر واجب ا عادة قراءة تاريخنا كي نحفظ منه النداءت والع رب من أاجل م ستقبلنا ونحن نعلم اأن إاعادة القراءة هي اأداة من اأدوات العد ة التي ت شك ل روحاني ة موؤ س س الي سوعي ني اإغناطيو س دي لويول ومقاربته الرتبوي ة. وكما هو معروف فاإن»مقاربته الرتبوي ة تهدف اإىل تطوير الإن سان كل الإن سان. وهي تت ضم ن تكوين ا ي شمل كوكبة من الق ي م: الحرتام والنفتاح على الآخرين وتقا سم املواهب وال صدق يف املواقف والإرادة. وتت ضم ن اأي ضا اإعادة قراءة املعيو ش الذي ياأخذ بالعتبار التجربة ال شخ صي ة اأو جتربة اجلماعة بغية ا ستخال ص الع رب وجني املكا سب. وهذا التفكري يف التجارب ال شخ صي ة هو مبثابة نقطة الدائرة يف هذه املقاربة«)4(. من أاجل هذا ومبا اأن نا موؤ س سة جامعي ة تمل ال شعار الي سوعي فنحن مدعو ون إاىل مترين واجب اإعادة القراءة. ولكن نعيد قراءة ماذا واأي ما ض واأي معطيات من املا ضي واأرغب يف هذه الكلمة يف اأن اأ شد د على مظهر ين ن طبعا ما ضينا وهما: من جهة الدوافع الأوىل التي رافقت ت أا سي س كل ي اتنا الثالث و سو غته ومن جهة ثانية بع ض الختيارات التي ات خذناها يف العام ١٩٧٥. ويف حماولة لإمتام التحليل الذي قام به جان دوكرويه يف كتابه بعنوان قرن من التعاون الفرنسسي اللبناني في خدمة المهن الطبي ة بو سعنا اأن نعد د عد ة دوافع كانت يف 4. دوني س دولرب الي سوعي في التعليق على خصصاءصص مقاربة ا غناطيوس دي ليولا التربوي ة ( 11

12 صلب قرار تاأ سي س الكل ي ات الثالث التي نحتفل بها اليوم. وهي ست ة: خدمة الش بيبة وتكوين المهني ين وتحسسين المجتمع وتطويره وخدمة الخير المش ترك العام والدفاع عن الكاثوليكي ة وال يمان الكاثوليكي ونشر الفرنكوفوني ة وخدمة بلدان الشرق ال دنى )5(. وهذه الدوافع جمموعة كتابي ا يف م ستندات تلك احلقبة ولكن العمل اجلامعي اأد ى اإىل نتائج متعد دة منها: التكوين على التمي ز الفكري واخللقي والقتناع بوحدة احلال بني التعليم والبحث واإقامة نظام مدين للحري ات والتعد دي ة ال سيا سي ة والجتماعي ة والأثر الظاهر يف الد ستور اللبناين وتديث مدينة بريوت يف نو ها مبا فيه الد عم غري املبا رش لنهو ض لبنان احلديث. واأنتم بال شك لحظتم اأن لفظة خدمة اإن ا هي مرتبطة ب سبب وجود املوؤ س سة. اإذ اإن املوؤ س سة ت ستمد ريادتها من اإمكاني اتها يف اأن تكون يف خدمة ق ضي ة سامية كمثل ق ضي ة تربية ال شبيبة. واأنتم توافقونني الر أاي عندما اأقول اخلدمة هي القيا س الذي به نقي س سمو ر سالة جامعة القد ي س يو سف ونبلها. ونحن ل نخجل يف اأن نوؤك د اأن جامعتنا هي يف خدمة ق ضي ة ق ضي ة الرتبية على احلري ة وعلى البتكار وهي كذلك اإعداد الرجال والن ساء يف خدمة الآخرين من اأجل لبنان اأف ضل وعامل اأف ضل. (خدمة الش بيبة) ٦. و سنتوق ف على بع ض الدوافع من بني تلك التي اأ رشنا اإليها سابق ا كاأن نتوق ف بداية على خدمة الش بيبة وقد ظهرت من خالل مفردات اختارها العام ١٩٣٠ وا ضع تاريخ جامعة القد ي س يو سف على شاكلة رواية ملنا سبة املئوي ة الأوىل حل ضور الي سوعي ني يف ال رشق الأدنى ) يح رصها جان دوكريه باأربعة يف كتابه : قرن من التعاون الفرنسسي اللبناني في خدمة مهن الطب ية من شورات جامعة القد ي س يو سف 1992 ص

13 1931(. فالحظ اأن غياب املعاهد الع ليا اإن ا هو خ سارة يف اأو ساط ال شبيبة وقال:»يخف ض النق ص يف فر ص الحرتاف عندما ينهي ال شاب مرحلته الثانوي ة من قيمة ما ح صله يف مرحلة تعل مه كما يقل ل من اندفاعه يف الت ح صيل. ويحد من التاأثري امل سيحي الذي ميكن املعهد اأن ميار سه على املجتمع لأن ه يحب س يف حدود ضي قة تاأثري اخلر يجني املمي زين الذين كو نهم«)6( وحث هذا النق ص الي سوعي ني والفرن سي ني على ت سني م ستوى التعليم العايل يف كل املجالت عندما افت تحت ما بني ١٨٧٥ و ١٩١٣ عد ة كلي ات كن سي ة ومدني ة لكي ت ستقبل التالمذة الذين اأنهوا املرحلة الثانوي ة وقد جاوؤوا لي س من بريوت فح سن ب بل من جبل لبنان والعديد من املدن الأ خرى اأمثال حلب ودم شق وبغداد والقاهرة والقد س. ولكم قد رت عندما كنت أاراجع ق ص ة تاأ سي س كلي ة املهند سني شهادة ال سي د ريغ للو وهو اأحد اأع ضاء اجلمعي ة الليوني ة وقد زار بريوت قبل تاأ سي س كلي ة الهند سة ليتاأك د من م ستوى ال شبيبة اللبناني ة العلمي ومن م ستوى املدار س. وزار من اأجل ذلك مدر سة اللي سه التابعة لالإر سالي ة العلماني ة ومعهد جامعة القد ي س يو سف الثانوي واملدر سة البطريركي ة ومدار س الفرير واحلكمة وعينطورة واملدر سة الإ رسائيلي ة. وقد رص ح بعد اأن ساأل التالميذ يف هذه املوؤ س سات اأن»هوؤلء التالميذ لي سوا اأقل م ستوى من رفاقهم يف فرن سا«)7( وتاأك د من مدراء ال رشكات من اأن ال شهادات التي يحملها الطال ب اإن ا»حتظى فور ا بظروف عمل ف ضلى«. ويورد الأب جوليان الذي ذكرناه سابق ا تقارير التفتي ش الفرن سي التي وردت فيها شهادة وا ضحة تقول:»يبدو اأن الطالب الو سط يف بريوت يتفو ق على الطالب الو سط يف كثري من كلي ات الطب الفرن سي ة«)8(. 6. اليسسوعي ون في سسوريا (١٨٣١-١٩٣١) لوحة عن كلي ة الطب ص جان دوكريه الكتاب الذهبي ١٩١٩-١٩٩٩ كلي ة الهند سة جامعة القد ي س يو سف بريوت 1999 ص اليسسوعي ون في سسوريا (١٨٣١-١٩٣١) اللوحة عن كلي ة الطب ص

14 (ال عداد المهني ) 7. واإذا كان افتتاح اآفاق جديدة اأمام ال شبيبة بعد املرحلة الثانوي ة ي شك ل هدف ا اأو لي ا يجب الو صول اإليه وقد مت بلوغ ه فاإن ال عداد المهني كان هو اأي ض ا سبب ا كافي ا لتاأ سي س كل ي اتنا الثالث. ولعل النتائج هي خري دليل. فقد حاز ما يقارب ٢٨٩٠ طالب ا على شهادة الطب ما بني ١٩١٣ و ١٩٨٦ ي ضاف اإليهم 2000 اآخرون ما بني ١٩٨٤ حت ى اأي امنا وحاز ٣٨٥٠ طالب ا على شهادة الهند سة ما بني ١٩١٣ و ١٩٨٦ ي ضاف اإليهم ٢٦٠٠ اآخرون ما بني ١٩٨٦ حت ى اأي امنا وحاز ما يزيد على ٤٧٠٠ طالب شهادة احلقوق ما بني ١٩١٣ و ١٩٩٣ ي ضاف اإليهم ١٠٠٠ اآخرون ما بني ١٩٩٤ حت ى اأي امنا وي ضاف إاليهم اأي ض ا األف طالب يف العلوم ال سيا سي ة من 1922 اإىل يومنا هذا. وت شري هذه الأعداد اإىل اأن املح ص لة يف الإعداد املهني جديرة بكل ثناء وتقدير. وا شتغلت الكلي ات الثالث يف ميدان التكوين امل ستمر ذلك اأن املئات من املوظ فني العثماني ني وال سوري ني واللبناني ني تابعوا يف الكلي ات درو س ا خا ص ة كل يف ميدانه) 9 (. وي سد هذا الإعداد املهني الذي ي ستمر حت ى اليوم نق ص ا اأو انعدام ا ذلك اأن الأطب اء الأوائل انت رشوا مزو دين بكفاءات عالية وقلوب وا سعة يف املدن والريف حماربني الأمرا ض والكوارث من كل الأنواع فحل وا مكان امل شعوذين القائمني بيننا حت ى اليوم الذين ا ستغل وا النا س. و صحيح اأن بع ض الأط باء يف ض ل اأن ي سكن يف فرن سا اأو يف اأوروبا اإل اأن الأكرثي ة منهم تبقى يف البلد وتعمل يف خدمة علم ال صح ة وال صح ة العام ة. اأي ها ال س ادة الأطب اء يف كل ي ة الطب القدامى واجلدد فك روا دوم ا يف هذه الق ص ة فهي ق ص تكم وهي م صدر وحي عندكم. وا صغوا اإىل ما يقوله الأب ال شهري واملعل م موري س كولوجنيت يف مذك راته العام ١٩٠٨ عن كل ي تكم و شهاداتها:»يف سورية يف جبال لبنان فاإن تاأثري قدامى 9. جان دوكريه الكتاب الذهبي ١٩١٩-١٩٩٩ كلي ة الهند سة جامعة القد ي س يو سف بريوت 1999 ص

15 الكل ي ة ظاهر. فهم ل ي شفون املر ضى فح سب ولكن هم ير سخون مبادئ علم ال صح ة ويحاربون املعتقدات ال شعبي ة و أاعمال ال شعوذة وي ساهمون يف.)10( رفع م ستوى التفكري عند الطبقات القروي ة«8. فيا اأي ها القدامى واأنتم بيت الق صيد: اإن كل ي اتنا الثالث حافظت اإب ان وقت طويل على العالقات القوي ة بجماعة خر يجيها املحرتفني وهم الرو اد يف ميادينهم والكل ي ات مل تتوق ف على درجات خمتلفة عن النظر اإىل القدامى على اأن هم ال رشكاء احليوي ون املت ضامنون مع موؤ س ساتهم وهي تفتح صدرها حلملة ال شهادات اجلدد متام ا كما ا ستقبلت القدامى. وقد تو ل القدامى إاىل سفراء يحملون الق ي م وين رشونها وهم اكت سبوها يف سنوات درا ستهم. ولقد تذ كر النا س طويال الدفعات اخلم س ع رشة الأ و ل من املهند سني الذين اأكب وا على إاعادة بناء وتطوير البنى التحتي ة العام ة يف املرافئ و سكك احلديد واملرافق املائي ة والأ شغال العام ة واملدار س وامل ست شفيات فكانوا مبثابة الدعائم ملدر سة الهند سة التي تبقى را سخة يف ذاكرة لبنان واملنطقة. فق ص ة الهند سة يف هذه املنطقة هي اأنتم اأي ها ال س ادة املهند سون اإن ها مدر ستكم املعروفة باملخت رص الغربي ESIB اأين املدر سة الع ليا ملهند سي بريوت التي يعود اإليها رشف كتابة هذه الق ص ة. اأم ا حقوقي و املدر سة الفرن سي ة للحقوق التي صارت كل ي ة احلقوق يف جامعة القد ي س يو سف العام 1948 فهم الورثة اجلديرون ملدر سة بريوت احلقوقي ة القدمية وقد تو لت إاىل كل ي ة اإمرباطوري ة فكانت طيلة القرن الثاين وحت ى القرن ال ساد س مقر الإيداع والإعالن عن القوانني والد ساتري الإمرباطوري ة املتعل ق ة مبناطق ال رشق كما كانت مركز ا لتعليم احلقوق على حد ما ذهب اإليه القد ي س غريغوريو س التوماتورج. وكان أاولبيان س املولود يف صور وبابينيان س واأ صله من حم ص وهما حقوقي ان شهريان ينت سبان اإىل روما 10. موري س كولوجنيت كلي ة الطب ١٨٨٩-١٩٠٨ املطبعة الكاثوليكي ة 1909 اخلامتة. 15

16 قد شج عا اإن شاء املدر سة و أاعلنها الرئي س ليبان س»بريوت اأم ال رشائع«. وكان على املدر سة الفرن سي ة للحقوق اأن ت ستعيد هذا التقليد واأن تطبع اإىل الأبد ق ص ة احلقوق يف هذا البلد ويف منطقة ال رشق الأدنى باأكملها فتوؤم ن انتقال الت رشيع والجتهاد الفرن سي ني على حد سواء اإىل لبنان من اأجل الو صول اإىل طريقة ت ستند اإىل املقارنة فتم العمل اأو ل على و ضع قانون املوجبات والعقود و صدر العام 1932 وتاله قانون الإجراءات املدني ة و صدر العام 1933 فقانون التجارة و صدر العام 1943 وقانون اجلزاء و صدر العام 1943 وقانون العمل و صدر العام 1946 وقانون الإجراء اجلزائي و صدر العام 1948 وكل هذه الن صو ص م ستوحاة من الن صو ص الفرن سي ة لكن ها كانت مكي فة مع احلالة اللبناني ة. وكيف ل نذكر مبادرة جمل س هذه الكل ي ة ورئي سه الفرن سي اأنطوان مازا س يف تاأ سي س الإجازة اللبناني ة يف احلقوق العام 1944 التي بح سب ما جاء على ل سان الأب دوكرويه»اأ صبحت حاجة من اأجل الو صول اإىل بع ض الوظائف العام ة ومن.)11( أاجل ممار سة مهنة املحامي«فحو لت احلكومة هذه املبادرة إاىل قانون وكان للتكوين يف احلقوق ان ي ست أاثر باملدينة وي شد املجتمع اإليه كيف ل وقد و ضع اأربعة من قدامى الكل ي ة الذائعي ال صيت وهم مي شال شيحا وناجي اأبو صو ان و سليم تقال و شكري قرداحي الد ستور اللبناين. فالد ستور يف راأي تقال لي س جمر د جمموعة ن صو ص بل عمل خلق دولة القانون. ولن نتوق ف على م سرية ال ستقالل الطويلة التي ساهم فيها عدد ل ي ستهان به من قدامى جامعة القد ي س يو سف وباخت صار فاإن الكل ي ات املحتفلة مبئوي تها كانت يف اأ سا س اإعداد اأ صحاب الخت صا ص واملهنة الذين كان لهم اأن ينقلوا املعرفة اجلامعي ة والكفاءات املكت سبة يف نهاية م سارهم الأكادميي ولكي ن ستعمل تعبري ا حديث ا نقول يف سل سلة من النتاجات التي ت عترب اأ سا س اقت صاد املعرفة وهو الر أا سمال الذي يفاخر به لبنان. 11. جان دوكرويه الكتاب الذهبي ١٩١٣-١٩٩٣ كلي ة احلقوق والعلوم ال سيا سي ة والقت صادي ة جامعة القد ي س يو سف ص

17 (التعليم والبهش) 9. ويف هذا ال سياق فلي سمح يل اأن اأ ضيف اأن التعليم اجلامعي والإعداد املهني يتما شيان مع البحث يف هذه الكل ي ات فيت شك ل هكذا الثالوث الذي يحد د مهم ة جامعة القد ي س يو سف وهو يقوم على: التعليم والإعداد البحث وخدمة املواطن واجلماعة. وقد متي زت كل ي ة احلقوق دوم ا بالباحثني الكبار اأمثال شكري قرداحي موؤل ف الهقوق وعلم ال خلاق حيث ي قارب مو ضوعه من خالل مقارنة بني احلقوق احلديثة والت رشيع الإ سالمي يف ضوء الأخالق امل سيحي ة والإ سالمي ة. وي عترب شكري قرداحي مرجع ا يف هذا امليدان و صاحب مدر سة. وب شارة طب اع الذي ابتكر يف أابحاثه مفهوم التنا سق وجعل منه اخليط امل سري لكل احلقوق وقد سعى يف موؤل فه الهقوق السسياسسي ة وال نسسنة اإىل اأن ين س ق بني مبادئ الرتاث الإغريقي -الالتيني والد يانت ني امل سيحي ة والإ سالمي ة. واإميل تي ان املعل م ال شهري وموؤل ف تاريخ التنظيم القضضاءي في بلاد ال سسلام وتاريخ موءس سسسات الش رع ال سسلامي فكان اأن صار وجه ا دولي ا. اإن هذه الأ سماء وغريها من أامثال اأندره جرييف وبيار كاتال وجان باز وبيار غن اجه واأنطوان فت ال ثب تت بوا سطة اأعمالها اجلب ارة مهم ة كل ي ة احلقوق مغذ ية للقوانني وطو رت تقليد ا يف البحث.(١2) الأ سا سي والتطبيقي ما زالت تتحم ل م سوؤولي ته حت ى اأي امنا اأ سماء لمعة ويف كلي ة املهند سني نعرف املكانة التي احتل تها خمتربات الكيمياء ال صناعي ة والكهرباء والتجارب امليكانيكي ة وذلك اأثناء الدرو س املتنو عة التي كانت ت عطى وكيف اأن هذه املختربات وغريها اأي ض ا تو لت على مر الزمن اإىل و سائل اختبارات وقيا سات ت ستخدم يف الأعمال الهند سي ة على اختالفها يف لبنان وبلدان املنطقة. وي شري كتاب قرن من تاريخ الرهباني ة 12. جان دوكرويه الكتاب الذهبي ١٩١٣-١٩٩٣ كلي ة احلقوق... ص

18 اليسسوعي ة في الشرق ال دنى اإىل اأن املختربات يف العام 1931»قد تلق ت مكم ال من العد ة وجته زت ب شكل من ساأنه اأن يجري الختبارات ال صناعي ة ال رصف«)13(. وي شار اإىل خمترب جتربة املواد ال شهري الذي ق صده املهتم ون أالف مر ة ومر ة منذ تاأ سي سه. اأم ا يف ما خ ص كلي ة الطب فقد طو رت منذ تاأ سي سها ول سي ما بعد احلرب العاملي ة الأ وىل سل سلة من املختربات البحثي ة نظ متها يف معاهد ت عنى مب شاكل الك ل ب اجلرثومي ة وجمال البحث يف الكيمياء ومكافحة ال رسطان وكانت هذه املختربات رائدة يف لبنان. وهذا التقليد املرت س خ يف البحث يف ميادين متعد دة من ال صح ة ما زال يتطو ر ليحتل املرتبة الأ وىل يف جامعتنا وليلتقي والإرادة ال صلبة يف اأن يكون يف خدمة ال صح ة العام ة عن طريق املعاهدات والت فاقي ات الثنائي ة مع ال سلطات الر سمي ة املحل ية. ول اأرغب يف الكالم على الد ور الرائد واملكانة العالية التي يحتل ها م ست شفى اأوتيل ديو دو فران س الذي تاأ س س من اأجل الكلي ة وعلى اأيديها العام (الدافع الديني والكفاءات المهني ة) 10. ولن نتوق ف مطو ل على الدافع الديني والكاثوليكي الذي كان يحر ك جمعي ة الآباء الي سوعي ني يوم التاأ سي س وعلى مر تاريخ جامعة القد ي س يو سف. فهذا الدافع مل يتاأك د على ح ساب الكفاءة واحرتام املعرفة الأ سا سي الذي ي شك ل اجلانب الإن ساين فينا وقد اأخذ دوم ا بعني العتبار العلماني ني املتعاملني معنا واأكاد أاقول عنهم اإن هم موؤ س سو املعاهد يف جامعة القد ي س يو سف. لقد كان الهدف الأ سا سي بالطبع صد الإر سالي ات الربوت ستانتي ة التي اأ س ست اجلامعة الأمريكي ة يف بريوت لكن تاأ سي س اجلامعة كان مبثابة 13. اليسسوعي ون في سسوريا الكتي ب اخلام س كلي ة الهند سة ص

19 تناف س مثمر على تاأ سي س شبكات مدر سي ة وجامعي ة وعلى ت سني املعارف والكفاءات بعيد ا عن الإق صاء اأو الت شهري. واأرغب يف ت صوير هذا التناف س بنادرة منقولة عن الأب م. جوليان الذي مت ال ست شهاد به سابق ا : كان ق س بروت ستانتي يف طريقه اإىل صيدا يف اأواخر القرن التا سع ع رش ف ساأله اأحد اأ صدقائه عن سبب سفره. فاأجابه::»اأنا ذاهب لأفتح مدر س ت ني «.»كيف اثنتني نعم اثنتني. فما اإن اأفتح مدر ستي حت ى ياأتي الي سوعي ون ويفتحون مدر ستهم«)14(. ومن جهة اأخرى حت ى اإذا كان الأ ساتذة والطال ب مدعو ين اإىل املمار سة الديني ة فاإن اأي اإجراءات تع س في ة مل ت ت خذ يوم ا بحق من مل ي ستجب للدعوة. ونحن نعلم ذلك: اإذا كان امل سيحي ون ي شك لون اآنذاك الأكرثي ة بني طال ب الكل ي ات واملعهد الثانوي فاإن عدد الطال ب امل سلمني كان مهم ا اإىل حد اأن الآباء الي سوعي ني اجتمعوا يف بداية القرن التا سع ع رش للبحث يف الت رص ف الذي يجب ات باعه معهم ويف حث هم على ت سني معرفتهم بدينهم وممار ستهم اإي اه. واأريد هنا اأن اأ ست شهد مر ة ثانية بالأب كولوجنيت الذي يلخ ص جي د ا ما كان مطلوب ا اإىل طال ب الطب والذي ميكن تعميمه على الطال ب كاف ة حت ى يف اأي امنا هذه: «يف جمموعة الطال ب ل يح رص كل شيء باحلث على الن شاط الثقايف وعلى املبادرة عن طريق المتحانات واملكتبات امل رش عة الأبواب واملحا رضات احلر ة. يجب اأي ضا إاعداد رجل اخلري الذي على الطبيب اأن يكونه. يجب احلفاظ على املبادئ الديني ة وتنمية احل س اخللقي وبث عادة املحب ة. وقد مت سكت اإدارة الكلي ة ب رشف عدم التق صري بهذا الواجب«)15(. ويف هذا الإطار ت ستعيد رشعة جامعة القد ي س يو سف التي ك تبت وجرى الت صويت عليها يف العام 1975 هذه احلقيقة بتكليف الرهبنة الي سوعي ة باإحياء املوؤ س سة من الناحية الروحي ة 14. مي شال جوليان رسسالة اليسسوعي ين الجديدة في سسوريا جزءان صدر العام 1898 راجع اجلزء الثاين ص هرني عويط يف جمل ة اجلامعة الف صلي ة املعروفة بال سم الغربي شباط USJinfo 2013 كولوجنيت ص

20 وباملطالبة ب رصامة ق صوى يف اإعداد الطالب خلقي ا ويف احلفاظ على ت رص ف اجلميع ت رص ف ا لئق ا. ومن ناحية اأ خرى فاإن جناح العمل اجلامعي امل شرتك بني الرهبنة الي سوعي ة وفرن سا املناه ضة لالإكلريو س يف املا ضي والعلماني ة يف الوقت احلا رض مرد ه اإىل واقع كما يقول الأب دوكرويه:»وهو اأن بع ض الأهداف كان م شرتك ا كخدمة الفرنكوفوني ة واحل ضور القت صادي الفرن سي كما اأن الأهداف الأ خرى مل تكن متناق ضة. وبني الأهداف امل شرتكة يجب ذكر اإمناء التعليم وخدمة الأ ساتذة وبني الأهداف الأخرى يجب ذكر العلمنة املتحو لة اإىل حري ة ال ضمري«)16(. اأول مي كن اأن نرى يف هذه اجلملة مقد مة ملا سيقوله ال سعيد الذكر البابا يوحن ا بول س الثاين:»اإن لبنان أاكرث من بلد اإن ه ر سالة حري ة وتعد دي ة«)17(. (الموءسس سسة الجامعي ة والخدمة العام ة) 11. اأود اأن اأنهي هذا الف صل عن واجبنا يف إاعادة قراءة بع ض جوانب الزمن املا ضي وبخا ص ة ما يتعل ق منها بكل ي اتنا املئوي ة متو س ع ا ببع ض الإ سهاب يف ممار سة كاملة مت شع بة م شد د ا على اأحد الدوافع اإليها اأو بالأحرى على اإحدى نتائجها واأق صد بذلك ال صلة احلميمة بني تاأ سي س الكل ي ات الثالث والإرادة يف تقوية اخلدمة العام ة واإبراز اخلري العام وامل ساهمة يف بناء الدولة اللبناني ة بناء متدر ج ا. فمم ا ل شك فيه اأن لبنان اآنذاك كان بحاجة اإىل عا صمة لكي ينتظم دولة ووطن ا فكانت بريوت وكان بحاجة اإىل 16. جان دوكريه الي سوعي الدوافع ال ولى في تا سسيس جامعة القد يس يوسسف في بيروت الفدرالي ة الدولي ة للجامعات الكاثوليك ية أاعمال الندوة حول اجلامعة والكني سة والثقافة : اجلامعات الكاثوليكي ة يف العامل ) ( املعهد الكاثوليكي يف باري س )25-23 ني سان 2001( ( ) راجع ص خمتارات من خطاب قدا سة البابا يوحن ا بول س الثاين املوج ه اإىل مطارنة العامل باأ رسه يف ت رشين الأو ل

21 بنى تتي ة فكانت سل سلة من إاجناز م شاريع عمراني ة مدني ة مهم ة يف عهد النتداب ويف بدايات ال ستقالل كما كان بحاجة اإىل اإطار قانوين فكانت كما راأينا سل سلة من املوؤ س سات القانوني ة والجتهادي ة من جهة والد ستوري ة والت رشيعي ة من جهة ثانية وقد احت ضنت الإرادة ال سيا سي ة والتعاقدي ة يف تاأ سي س الوطن ودولته. فكيف ل ن شد د على اأن كلي ات الطب واحلقوق والهند سة كانت يف اأ سا س ال رشوط املتعد دة املاد ي ة منها وغري املاد ي ة الطبيعي ة والثقافي ة التي سمحت بالإ ضافة اإىل عمل الكلي ات امل سم اة كن سي ة للبنان اأن يربز واأن ي ستقر وطن ا ودولة يف اآن وكان عمل كل ي ة احلقوق يف ذلك حا سم ا ونوؤك د ذلك بدون ني ة يف التقليل من اأعمال الأطب اء واملهند سني. ف م ن رحم كلي ة احلقوق يف جامعتنا خرج املئات من املوظ فني الكبار يف الق ضاء كما يف املرافق العام ة. وبح سب تقرير صادر عن الكل ي ة يظهر على لئحة طال بها القدامى ست ة روؤ ساء جمهوري ة ورئي س للمجل س النيابي وثالثة روؤ ساء حكومة وعدد كبري من الوزراء والنو اب وجميع روؤ ساء جمل س الق ضاء الأعلى وتقريب ا جميع نقباء املحامني يف بريوت. وقد شغل املئات من خر يجي كل ي تي الهند سة والقت صاد الوظائف يف الوزارات املتعد دة مم ا يخو لنا القول اإن هذه امل ساهمة يف الوظائف الإداري ة والق ضائي ة وال سيا سي ة جاءت لتدعم الدولة اللبناني ة ال شاب ة التي كانت تتاج اإىل هذه الكفاءات لتثب ت ذاتها وتتطو ر يف خدمة مواطنيها كاف ة. و أاكرث من ذلك اأومل ت ضطلع كل ي ة احلقوق يف جامعة القد ي س يو سف ومبوؤازرة جامعة ليون بدور يف ولدة الدولة اللبناني ة اأومل ت شك ل مهد ا لال ستقالل وم ساحة لبلورة فكرة الوطن اللبناين اأول ن ستطيع القول اإن هذه اجلامعة بالذات اأيقظت هوي ة ال شعب اللبناين النائمة (واجب ال مانة والاسستمراري ة في قلب ال زمة) 12. وتفتح هذه العتبارات الطريق اإىل الف صل الثالث من كلمتنا الذي 21

22 سيتو س ع يف م س أالة واجب الأمانة وا ستمراري ة الر سالة والإبداع الر ؤويوي. ح رضة العمداء واأع ضاء الهيئة التعليمي ة والإداري ة يف الكل ي ات الث الث ل يقع هذا الواجب على عاتق رئي س اجلامعة وحده بل يعود إاليكم اأن تتحم لوا م سوؤولي ته مع الرئي س وترتجموه اأفعال وخيارات على املدي نين املتو س ط والبعيد آاخذين باحل سبان ثوابت رشعتنا احلي ة ومبادئها اجلوهري ة. ول ميكننا يف اأي حال من الأحوال أان نفك ر يف البتكار مع احلفاظ على الأمانة من غري اأن ناأخذ بعني العتبار الأزمة التي هز ت ول تزال م ساحتنا اللبناني ة وال رشق الأو سطي ة والتي ل ميكن و صفها بال سيا سي ة والديني ة والجتماعي ة وح سب بل وقبل اأي شيء باأزمة العقد الجتماعي والوطني بالأزمة احل ضاري ة. ويبدو اأن و صف الأزمة احل ضاري ة احلا رضة بح سب مقاربة اإدغار مورين ينطبق على واقعنا املحل ي والقليمي عندما يوؤك د يف كتابه السسبيل اأن نا أامام «اأزمة الإن ساني ة التي ل تتو صل اإىل العبور اإىل الإن ساني ة«... ثم يزيد متابع ا «لقد اأنتج القت صاد ثروات كما اأنتج أانواع ا خارقة من البوؤ س. وي سمح عدم ضبطه بتفل ت اأب شع وجوه الأناني ة. وي ضاف اإىل ذلك تفاقم الأزمات املتعد دة املتداخلة يف ما بينها كال رصاعات الثنائي ة العمياء وه ستريي ات احلرب. فهجرنا اإمياننا بالتقد م. وحل ال شك الهائل والفراغ الوجودي حمل ثقتنا بامل ستقبل )...(. وتوؤد ي حالة اليوم أاكرث من اأي وقت م ضى اإىل امل ساألة اجلوهري ة املتعل قة بتح سني العالقات الإن ساني ة«لأن»الإن ساني ة ت صبو دوم ا اإىل العي ش بتنا سق«)18(. ويعادل هذا امل شهد ال شديد ال سواد والواقعي نفحة اأمل توؤك د بح سب تعبري ال شاعر الأملاين هولدرلني»حيث ينمو اخلطر ينمو كذلك اخلال ص«)19(. ولي س بو سعنا اإل اأن نعتنق هذا الإعالن ون ضطلع به فم ضمونه ي ستثري إارادة جامعتنا لت شارك يف عمل خال ص روح بلدنا و شعبنا ويف عمل التغيري والتاأ ص ل وتنمية الق ي م الروحي ة والإن ساني ة امل شرتكة التي نحن باأم س احلاجة اإليها. 18. ن ص حماورة اإدغار مورين معل ق ا على كتابه بعنوان ال سبيل يراجع موقع.Psychologies.com 19. تعبري لل شاعر هولدرلني يذك ر مبا جاء عند معا رصه الفيل سوف هيغل من جدلي ة. 22

23 (ا سستيضضاه تقليد الرهبنة اليسسوعي ة في المجال التربوي ) 13. مل يزل عمل اخلال ص هذا ع صب ر سالة جامعة القد ي س يو سف وكل ي اتها املئوي ة الث الث وكامل موؤ س ساتها. ويحملنا هذا العمل اليوم على ا ستي ضاح الرهبنة الي سوعي ة وتقليدها وكذلك الآباء الع املني فيها عم ا ل يزال من املمكن اأن تقد مه تربيتهم وروحاني تهم اإىل اجلامعة واإىل م ست شفاها اجلامعي واإىل طال بها واإىل جمموعة الن ساء والرجال من اأ ساتذة وغريهم امللتزمني والعاملني بر سالتها. واأود اأن اأ صغي معكم ثانية إاىل علم من الأعالم الفرن سي ني لوي س رينيه رئي س جمل س نقابة الطب اء يف فرن سا يقول ما يلي عن تربية الي سوعي ني:»يف نظر الرتبوي ني املتمث لني ب أافراد الرهبنة الي سوعي ة ل ميكن اعتبار التعليم من النوعي ة العالية اإل اإذا كان م ستند ا اإىل أا سا س من التفكري ي سمح باإقامة تدر ج بني الق ي م: فلي س املق صود صياغة قواعد صارمة اأو معايري اأو»لوائح قوانني«اأو توزيع و صفات اأو تربير مبادئ. فاملق صود تعل م التفكري يف اآثار البيئة الثقافي ة والجتماعي ة وتعل م احلفاظ على روح نقدي ة اإزاء ال ضغوطات القت صادي ة والإيديولوجي ة وتعل م الإجابة عن تعد دي ة ق ي م جمتمعنا«)20(. وبتعبري آاخر على حد قول الأب بيرت هان س كولفنباخ الرئي س العام الأ سبق للي سوعي ني»توؤد ي موؤ س ساتنا م ساهمة اأ سا سي ة اإىل املجتمع عندما تدرج يف م سارنا الرتبوي درا سة صارمة و رشيفة للم شاكل والهموم جميعها التي تعترب حا سمة لالإن سان. ولهذا ال سبب يجب على جامعات الرهبنة اأن ت صبو اإىل م ستوى»اأكادميي عايل الن وعي ة«)21(. اأن نعطي مئوي اتنا الأهمي ة يعني اأن نتذك ر ر سالتنا الرتبوي ة والروحي ة وخ صو صي تنا التعليمي ة وذلك باأن نكون قريبني من طال بنا يف سبيل تطبيق املقاربة الفردي ة اأين العون لكل 20. جان دوكرويه قرن من التعاون الفرن سي - اللبناين يف خدمة مهن الطب من شورات جامعة القد ي س يو سف 1992 ص

24 طالب حت ى يبلغ كمال النجاح النوعي كما تذك ر به الرتبية الي سوعي ة. فكل نا مدعو ون يف قلب اجلهد املبذول اإىل جتديد التعليم اجلامعي يف إاطار م سار بولونيا اإىل اأن ن ستوحي من هذه الرتبية الي سوعي ة القائمة يف مناطقنا منذ اأربعة قرون. (عدم الرضضوخ ا بد ا للش داءد قانون الهدود بيروت «نجمة لبنان») 14. و ستقود عمل اخلال ص هذا اإرادة بعدم الر ضوخ لل شدائد. واحلقيقة اأن جامعة كجامعتنا قد تاأ س ست العام 1875 ملواجهة احلروب واملوت على اأثر أاحداث العام 1860 الأليمة وعواقبها. فال احلرب العاملي ة الأ وىل ول احلرب العاملي ة الثانية ول احلروب الداخلي ة واخلارجي ة متك نت من زعزعة بناء جامعة القد ي س يو سف الداخلي. بالأم س كانت منطقة املتحف وطريق ال شام حقل خراب بالأم س كان هذا احلرم هيكال عظمي ا وكان شارع هوفالن منطقة حمفوفة باملخاطر. وكان احل ر م الطب ي الذي يحيي هذه ال سنة مئوي ته الأوىل كما كانت كل ي ة الطب وكل ي ة احلقوق واملدر سة الع ليا للهند سة يف بريوت متث ل جميعها اآنذاك كما متث ل اليوم جامعة القد ي س يو سف خري متثيل. لقد حدثت عملي ات تهدمي ومر ت حقبات فراغ وح صلت حركات نزوح وا ست شهد عدد من اأفراد اأ رسة اجلامعة غري اأن الدوافع العميقة مل تد عن م سارها بل اقت ضى فقط تكييفها. ويدعونا هذا اإىل القول اإن ه عندما تكون الر ؤويا حا رضة ي صبح الدافع اأقوى وي ضاعف طاقتنا. واليوم ا ستعادت هذه الأبنية بف ضل عمل الي سوعي ني وامل سوؤولني املدني ني ر سالتها م ساحة معرفة وتعل م. بالأم س كانت منطقة طريق ال شام منطقة انف صال وغدت اليوم واأمتن ى على الدوام حمور اللقاء وتبادل 21. بيرت هان س كولفنباخ»اجلامعة الي سوعي ة يف ضوء اجلاذبي ة الإغناطي ة«كلمة الأب بيرت هان س كولفنباخ الرئي س العام للرهبنة الي سوعي ة يف الجتماع العاملي عن التعليم العايل الي سوعي 27 اأي ار

25 احلقيقة واحلوار والدافع اإىل العي ش مع ا. وت ستحق بريوت التي اختارها الي سوعي ون ليوؤ س سوا اأ وىل كلي اتهم املدني ة وهي ت شك ل اأعمدة الإناء الإن ساين والجتماعي اأن نحب ها وننم يها لتدعم وجود لبنان ر سالة سالم وحري ة وعي ش م شرتك وعدالة. وبالنظر اإىل لبنان الذي غدا على حد قول «أاحد املحل لني«ملعب ا دموي ا يف ذروة الت سل ح والذي ضح ى بامل صلحة العام ة يف سبيل امل صالح اخلا صة وال سيا سي ة الوطني ة منها اأو اخلارجي ة او الزبائني ة«)22( ملاذا ل تعود بريوت «اأ صل احلياة ومر ضعة املدن وجنمة لبنان«كما كان ي سم يها بتعبري تفخيمي نونو س امل رصي اليوناين موؤل ف الأفرودي ات يف القرن اخلام س )23( وبب ساطة نحن م صم مون اأكرث من اأي وقت م ضى على ال صعيد الأكادميي على اأن ن ساهم يف اأن تبقى بريوت إاحدى امللكات العظيمات على شاطئ البحر املتو س ط ملكة الثقافة أامرية جتم ع ول تفر ق مثال للعدالة ولفرح الوجود والتعل م مع ا. نعم بريوت هي جنمة لبنان و ستبقى جنمته بف ضل م ساهمة كل مواطن من مواطنيها ولكن بالإ ضافة اإىل ذلك بف ضل ا ستمرار ر سالتنا اجلامعي ة ر سالة كل ي ة الطب وكل ي ة احلقوق وكل ي ة الهند سة. ويجب على الحتفال باملئوي ة اأن يحث نا على التفكري والت ساوؤل: كيف لكل ي ة طب قائمة يف قلب بريوت وال رشق الأدنى اأن ت صبح مع سائر كل ي ات ال صح ة يف جامعة القد ي س يو سف ومع اأوتيل ديو دو فران س واملعهد العايل لل صح ة العام ة الذي سيب رص النور يف غ ضون ب ضعة اأ شهر اأن ترفع التحد ي املتمث ل باإن شاء قطب يتمت ع باجلودة والنوعي ة واأن تن سج من حولها شبكة لل صح ة اللبناني ة جديرة باأن ت شع يف ال رشق ني الأدنى واملتو س ط وانطالق ا 22. فالريي را سبلو س عامل اجتماع اجلغرافيا ال سيا سي ة للأزمة اللبناني ة على Huffington post.2012/10/ نونو س دو بانوبولي س )من اليوناني ة القدمية )Νόννος / Nónnos وهو شاعر يوناين ولد يف بانوبولي س مب رص يف القرن اخلام س امليالدي. وقد ا شتهر يف ترانيمه ال 48 الديونيزياك عن أا سطورة ديونيزيو س. 25

26 26 من قو تها امل ستم دة من طال بها القدامى البالغ عددهم ست ة اآلف ومن ريادتها يف التعليم ويف ا ستعمال التقني ات اجلديدة ستن شئ كل ي ة الطب قريب ا نظام ا تعليمي ا ثوروي ا قائم ا على التعل م الرقمي فتبقى هكذا قلب هذا امل رشوع وحمر كه. ول تزال كل ي ة الهند سة املت كئة على خر يجيها البالغ عددهم سبعة اآلف تتجد د وتتكي ف مع متطل بات املهنة و سوق العمل. و سيكون شهر اأيلول املقبل موعد ا مهم ا يف م سارها و ستعطي مثال ممي ز ا باإن شاء اأو ل شهادة ما سرت يف ميدان النفط والغاز باللغة الإنكليزي ة ولكن يف اإطار ثقايف فرن سي بدعم من معهد البرتول الفرن سي والعمالق الدويل توتال. ويقودين هذا اإىل القول اإن هذا امل رشوع ل يعترب باأي شكل من الأ شكال خيانة للغة الفرن سي ة التي تتم س ك بها جامعتنا التي اأرادت ول تزال اأن تكون دعامة م ستمر ة للفرنكوفوني ة بل هو تطبيق للتعد دي ة اللغوي ة التي ت شك ل قيمة من ق ي م الفرنكوفوني ة مم ا ي سمح للموؤ س سة الفرنكوفوني ة األ تنغلق على نف سها بل اأن تو س ع جمهورها وت ساهم يف اإ شعاع ق ي مها. اأم ا كل ي ة احلقوق فاأن ساأت يف حرمها ملنا سبة هذه املئوي ة اأكادميي ة با سم بريوت اأم ال رشائع لكي تطبع دميومتها احلميمة مع بريوت اأم ال رشائع وتتابع عمل املدر سة القدمية اجلب ار. وقد اأجنزت الكل ي ة للتو القانون املدني باللغة العربي ة للمنا سبة ذاتها كما كانت ال سب اقة بني موؤ س سات اجلامعة يف تاأ سي س فرع لها يف دبي م ساهمة بذلك يف اإجناز ر سالة جامعتنا يف املنطقة املحيطة بنا. واإذا كانت اجلامعات م صدر ثروات للوطن فاإن جامعتنا وهبت لبنان نف سها واغتنت به وبهذا العدد الكبري من اأجيال اخلر يجني القدامى الآتني من املناطق اللبناني ة املتعد دة وحت ى من البلدان الأجنبي ة لينجزوا اإعدادهم اجلامعي فيها. ولك م اأنا م ستعجل لأرى خر يجي جامعة القد ي س يو سف البالغ عددهم )24( منخرطني اأكرث فاأكرث يف حياة اجلامعة وموؤ س ساتها كاف ة قو ة خلقي ة فكري ة ومادي ة كمثال اإيجابي لالأجيال

27 القادمة إاىل جامعة القد ي س يو سف. وينبغي اأكرث من اأي وقت م ضى على خر يج جامعة القد ي س يو سف عندما يغادر ح ضن»الأم التي اأر ضعته«كل ي ته اأون معهده األ يح صل على شهادة نوعي ة فح سن ب بل اأن يتمك ن من التعبري عن عرفان اجلميل جتاه جامعته ومن أان يقول لنف سه:»هنا كنت حمط احرتام هنا اكت سبت مهنتي يف هذه اجلامعة ن سجت صداقات والتقيت اأ ساتذة طبعوين هنا تعل مت كيف اأفك ر اأن اأمي ز بني الأمور واأن اأبدي حكم ا صائب ا«. (ا لتزام في سسبيل لبنان متهر ر من قيوده وفي سسبيل لبناني ة ا بناءه) 15. و سي نجز عملنا يف سبيل اخلال ص على يد جامعة القد ي س يو سف و سي هدى اإىل لبنان وهو لالأ سف ونظر ا اإىل ممار سة ال سيا سة ال ضي قة يف طور اأن ي صبح ظل نف سه. وثم ة يف هذا الجت اه ثقافة انتهازي ة متالعبة بالد ين وال سيا سة ت شو ه املعنى احلقيقي ال سيا سي للنظام الطائفي وجتعل منه عيب ا يف الوقت الذي عليه اأن يكون رافعة للعي ش امل شرتك حامي الكيان اللبناين. وهذا النحراف ي شج ع الف ساد ال شامل الذي اأ صبح مبداأ واأ سا س ا يف حني اأن ه نتيجة ل غري. فحيث تنمو الطائفي ة املنحرفة عن غايتها يرتاجع الد ين ويتحو ل اإىل م شكلة سيا سي ة وي ضعف الإميان باهلل وبالإن سان. فعلى كل ي ة احلقوق ومعهدها للعلوم ال سيا سي ة اليوم واجب التفكري يف الوقائع احلقوقي ة والجتماعي ة لت رشيع وفكر سيا سي متجد د ين ن كما التفكري يف قوى دفع من ساأنها اأن تقودنا اإىل وجهة اأ شد أامان ا. وعلى الطب والهند سة اأن يعمال بابتكار وحذر ملرافقة لبنان بجديدهما وحماية صح ة النا س من جهة وبيئتهم الطبيعي ة من جهة ثانية وفق القوانني اخللقي ة الآمنة. واإن شئنا اأن نقوم بدور رافعة للخال ص فعلينا التفكري يف املعنى الذي 24. لي س لدينا اإح صاء شامل خلر يجي جامعة القد ي س يو سف فما نقرتحه هو من باب التقدير. 27

28 سيحمله عملنا ويف احلظوظ جميعها التي علينا اأن نوؤم نها للبنان يف سبيل اإعادة احلياة واخلروج من الأزمة. وميكن لبنان متمت ع ا بالقو ة اأن ي صبح نوذج ا منا سب ا لعدد كبري من البلدان املحيطة بنا والتي تتخب ط يف اأزمات ستكون كارثي ة عليها. لذلك يجب علينا يف موازاة متابعة التفكري يف احلاجات املتعد دة أان نحاول إاعادة بث نف س جديد يف»لبناني ة اللبناني ني«)25( هذا املفهوم املتاأ ص ل يف التاريخ والذي نعي شه فعال مكو ن ا لالأفراد وملجموعة املواطنني اللبناني ني. وهذا املفهوم لي س مناه ض ا للعروبة بل هوي ة منفتحة لتقا سم الق ي م الأ سا سي ة بروح التكامل والت ضامن. فاإعادة صياغة فكرة لبناني ة اللبناني ني وتكييفها مع الواقع ينبغي اأن تتجاوز الدائرة ال سيا سي ة ملحاولة شحذ الطاقات فتنادي عالي ا بالإجماع على ما يجمعنا: الهوي ة اللبناني ة يف التنو ع واحلري ة وامل ساواة والعدالة. وت شك ل لبناني ة اللبناني ني هذه سفينة اخلال ص للبناني ني جميعهم ولكل مواطن لبناين مبفرده. وبو سع هذه الفرادة اللبناني ة التي ص قلت مبائة عام تقريب ا من احلياة مع ا - وهو عمر كل ي اتنا الثالث - من النجاح والف شل من النت صارات واملاآ سي من العتزاز والإذلل اأن توح د بقو ة ممي زة رجال هذه الأر ض ون ساءها وتزيل انق ساماتهم وتبل سم جراحهم وتبقيهم مع ا كما اأبقتهم يف ال سابق بالرغم من العوا صف وال شدائد. وهي تعرب خري تعبري عن ق ي م الحرتام املتبادل والدميوقراطي ة الفريدة والت سامح واملحب ة والتمر د يف مواجهة الغزاة وكل ها ق ي م ي شرتك اللبناني ون جميعهم يف اللتزام بها. وهي تعرب كذلك عن تعل قهم ال صلب الثابت باحلري ة التي ي شعرون بها ويعي شونها قيمة ع ليا وباحلري ات الأ سا سي ة وبحقوق الإن سان. كما تعرب عن تعل قهم مبجموعة من الق ي م الجتماعي ة والثقافي ة املتمث لة بالت ضامن 25. ي عترب شكري غامن ) ( ال صحايف والباحث وال شاعر امل رسحي من اأوائل املنا ضلني يف سبيل لبنان امل ستقل ويف سبيل الق ضي ة العربي ة ومن اأوائل املفك رين الكبار الذين ابتكروا مفهوم لبناني ة اللبناني ني. وهو مفهوم ل ميكنه اأن ي نن مو يف راأيه اإل يف اإطار عربي ثقايف ووطني على حد سواء. 28

29 يف اأثناء املحن وبت رص ف حياتي نابع عن ح سن ال ضيافة والكرم وبلغة هذ بتها حكمة احلياة هي نقي ض لغة منحط ة ت ستعمل يف بع ض الت رص فات ال سيا سي ة امل شحونة وهي ق ي م سمحت لهم بالتغل ب على ال شدائد الع صيبة التي امتحنتهم يف القرن الع رشين وبالبقاء على قيد احلياة يف سبيل التح ضري مل ستقبل اأف ضل. (محاربة ال فلات من العقاب وتقويم ال مور) 16. وبقدر ما ي عترب عمل اخلال ص هذا رضوري ا يبدو يف الوقت عينه صعب املنال لأن الإفالت من العقاب غدا كارثة ل تهد د بالنهيار النظام ال سيا سي فح سن ب بل اأ س س جمتمعنا بالذات. فهدر املوارد العام ة وا ستثمار موؤ س سات الدولة بطريقة غري رشعي ة يف سبيل امل صالح اخلا ص ة والفئوي ة والقذرة تنه ش عمق احلياة القت صادي ة يف البلد. وين رش الإفالت من العقاب شعور ا بالظلم والنتفا ض والعبثي ة لدى اأكرثي ة من املواطنني الذين يحرتمون القوانني ويقبلون مبعايري احلياة امل شرتكة. وجتد العدالة نف سها إازاء هذه التحد يات حمرومة من و سائل التحر ك وهذا ما يقود املوؤ س سة الوطني ة اإىل النهيار اإن بقيت الأمور على حالها طويال. و أامام هكذا م شهد يجب على جامعتنا املعروفة ميو ضوعي تها ور صانتها ومقاومتها اأن تبقى مثال املوؤ س سة التي تعرف كيف توؤن ب وتعاقب كما تعرف كيف تثم ن وتكافئ عمال بال ضمري وب أاب سط القوانني اخللقي ة.»فال دولة بدون ت ضحيات«على حد قول شارل ديغول يف كلمته املوج هة اإىل خر يجي جامعة القد ي س يو سف العام 1926:»فمن الثابت اأن الدولة اللبناني ة انبثقت كذلك من الت ضحيات«)26(. 26. اأعاد الأ ستاذ هرني العويط ن رش الن ص وعل ق عليه يف جمل ة اجلامعة USJinfo مت وز 2001 ص

30 )اجلامعة م ؤ س سة ت ضامني ة( 17. خامتة: يف نهاية هذه الأفكار يف مئوي اتنا الثالث ل شك يف اأن اأو ل أامثولة ن ستخرجها تبني لنا اأن ذكريات امليالد هذه لي ست جمر د نزهة يف املا ضي بل هي مثقلة بالنتائج املوؤث رة يف م ستقبل الكل ي ات املعني ة ويف م ستقبل اجلامعة بكاملها. فال شك يف اأن ه يرتت ب علينا اأن نعمل على اإجناز ما عر ضناه ب شكل نوايا و أان نتذك ر اأن رجال الفكر يف اجلامعة يح رش ون رجال الفعل بدون اأن يحل وا حمل هم. غري اأن املوارد الب رشي ة احلق هي بالتاأكيد التي تعرف كيف توف ق بني الفكر والكالم والعمل وت ساهم هكذا يف بناء اإن سان الغد. ويحر ك هوؤلء الرجال والن ساء الرجاء تلك الطاقة الداخلي ة التي جتعلنا نقول اإن امل ستقبل وعد واإن نا ن ستطيع مع ا ترجمة الرجاء اإىل اأعمال منظورة. ويعني هذا اأن الرجاء بح سب فل سفة مارك بلوخ )27( ي ستلزم م سوؤولي ة كل فرد فيدعوه حيث هو اإىل الميان بهذه الر سالة واإىل تطبيقها بروح امل شاركة. وت رتجم هذه امل سوؤولي ة بثالثة اأهداف اأو لها يقوم على اإعطاء اأنف سنا و سائل الإجابة عن طلبات ل ت صى ول ت عد صادرة عن تالميذ وطال ب لمعني ومتمي زين يقرعون باب جامعتنا وبالأخ ص هوؤلء الذين ياأتون من املناطق البعيدة اأون من قطاع التعليم العام اأون من عائالت ل ت ستطيع دفع الأق ساط املطلوبة وهم ي رص ون على متابعة درو سهم يف جامعة القد ي س يو سف وعلى التخرج منها فخورين بالنتماء اإليها»اأم ا مغذ ية «وم شك لني مدعاة فخر لها. لذلك من ال رضوري الإميان ب إاك سري الت ضامن بني اجلامعة واأ صدقائها وطال بها القدامى لتحقيق هذا الهدف علم ا باأن احلاجات جد ضخمة وباأن جامعة القد ي س يو سف ل متلك ما ي سمح لها ب سد ها غري اأن كل شيء ي صبح ممكن ا بف ضل ال ضمري الت ضامني. 27. مارك بلوخ فيل سوف اإن ساين ا شتهر بكتابه ال ضخم وهو من ثالثة اأجزاء الذي كر سه ملبداأ الرجاء وعلقته بامل س ؤولي ة 8 مت وز اآب

31 اأي ها ال صدقاء غالب ا ما يقود الهدف الأو ل اإىل هدف آاخر فهدفنا الثاين نريده ملجد بلدنا ولذلك العدد ال ضخم من الر س امني والنح اتني والفن انني اللبناني ني الآخرين الذين ي ستحق ون متحف ا يجمع ويعر ض على اأر ض جامعة القد ي س يو سف يف ا ستمراري ة روح داود قرم اجلمالي ة ويف قلب بريوت بالذات جتاه املتحف الوطني اللبناين اأعمالهم الأو سع شهرة ولوحاتهم الأ شد متايز ا. و سي شي د هكذا يف أاثناء ب ضع سنني بف ضل مبادرة جمموعة رجال ون ساء اآمنوا مب رشوع متحف الفن اللبناين املعا رص واحلديث. ويندرج الهدف الثالث يف خانة الأخالق ولكن ه واقعي : فاإذا كانت جامعة القد ي س يو سف قد بنيت تدريجي ا بوا سطة كل ي ات ومعاهد ا ستجابة حلاجات و إاذا كانت املعاهد طالبت با ستقاللي تها عن طريق الإجراءات واملراجع اخلا ص ة اأرغب اليوم يف اأن اأ شد د على اأن خال صنا وم ستقبلنا واإن ا ستمر ينا يف احرتام كل موؤ س سة من موؤ س ساتنا لن يتحق قا اإل عن طريق ا سم ننت سب اإليه جميع ا وهو ا سم جامعة القد ي س يو سف وعن طريق سيا سة معم قة يف ال رشاكة الأكادميي ة والرتبوي ة. فنحن جامعة لنا اأن نكرب ولكن يجب اأن نبقى على واقعي تنا جامعة بحجم الب رش ي شعر فيها كل واحد اأمعل م ا كان اأم طالب ا اأم موظ ف ا رجال اأم امراأة باأن ه حمرتم يف خ صو صي ته وغناه ضمن اإطار جماعة مت حدة ومت ضامنة. فانطالق ا من هذه الوحدة ميكننا اأن ن شع واأن نحق ق هدفنا الأ سمى وهو ر سالة الرتبية واإعداد الجيال الطالعة. اأ صحاب ال س عادة ال سي دات وال س ادة اإن الزمن يبدو ق صري ا حت ى لو بلغ 100 اأو ثالثني بعد املائة يف تاريخ موؤ س سة كموؤ س ستنا. ما قبل الأم س كان الكبري جورج نق ا ش يقول: «قد يكون من الغباوة القول اإن لبنان ما كان ليكون لول جامعة القد ي س يو سف ولكن ه من امل ستحيل نوع ا ما اأن نت صو ر ما كان سيكون عليه شكل لبنان الآخر لول وجود جامعة القد ي س 31

32 يو سف» )28(. وكان نبيه بر ي يرد د صدى هذه ال رصخة عندما اأعلن موؤخ ر ا اأمام وفد من جامعة القد ي س يو سف: «ل ميكنني اأن اأت صو ر ما كان سيكون م ستقبل بلدنا لول الد و ر الذي اأد ته اجلامعة المريكي ة وجامعة القد ي س يو سف يف بريوت )29( «. ففي املا ضي القريب والبعيد كانت جامعة القد ي س يو سف مثال يف املقاومة الأكادميي ة والثقافي ة والروحي ة عندما أارادت اأن تتابع ما تاأ س ست له من خدمة البلد الذي كان فري سة كل امل شاكل وهي كانت كذلك و ستكون دوم ا لأن ها عرفت و ستعرف اأن ت صغي اإىل صوت املجتمع املحل ي. واليوم علينا اأن نتابع الإ صغاء اإىل صوت شعبنا الذي ت شك ل له الرتبية املدر سي ة واجلامعي ة راأ سمال هو يف اأ سا س ثروتنا الوطني ة ويف اأ سا س قدرتنا على اإعادة خلق الواقع وتبديل احلالت التي ل ميكن تم لها. فمن اأجل طال بنا ومعهم ومن اأجل شعبنا ومن اأجل منطقتنا العربي ة فلرناهن مع ا على قدرة الروح والعقل والقلب كي تبقى جامعة القد ي س يو سف كفيلة التمي ز والأخالقي ات واملواطنة وكي تمل دوم ا ح م ي ة ال شبيبة والإميان والرجاء. 28. إاقتبا س من خطاب جان دوكرويه بتاريخ شباط راجع جان دوكرويه الجامعة والمدينة ص وقد مت هذا اللقاء يف ت رشين الثاين